Friday, April 8, 2011

رسالة إلى الإخوان المسلمين

أود أن أشير في البداية أني أتناول في هذه الرسالة ما اصطلح بتسميته "تيار الإسلام السياسي" بمجمله في علاقته مع الديمقراطية في مصر، وهنا قد يتساءل الإخوان المسلمون والقارئ أيضًا لماذا إذًا أوجه كلامي للإخوان دون غيرهم؟


تأتي إجابة هذا التساؤل من منطلقين أساسيين: أولهما أنكم الجمعية الوحيدة داخل هذا التيار التي يمكن الحوار معها، وثانيهما أن جماعة الإخوان المسلمين هي الحاضنة لكافة حركات الإسلام السياسي، وذلك بإجماع آراء كل الباحثين لهذه الحركات، ومن هنا فإن إذا لم تكونوا مسؤولين عن ممارسات هذه الجماعات الفرعية تنظيميًّا فعليكم مسؤولية أخلاقية وسياسية لآلية أكيدة.


شاهدت مؤخرًا عددًا من قياداتكم (المهندس خيرت الشاطر، والدكتور محمد البلتاجي والدكتور عصام العريان وغيرهم) يعترضون بشده على ما يعتبرونه عملية تخويف من الإخوان تقوم بها القوى السياسية الأخرى، وأنهم يحاولون تصوير التيار السياسي الإسلامي - وفي مقدمته الإخوان بالطبع – على أنهم فزاعة، والحقيقة أنكم وللأسف أصبحتم فزعًا حقيقيًّا يطبق على نفوس المصريين، ولا تتصوروا أن نتيجة نعم للتعديلات الدستورية تغير من حقيقة خوف المصريين من وصول التيارات الدينية للحكم، والدليل أنكم تعون هذا جيدًا، استخدامكم المتكرِّر لكلمة "نحاول الطمأنة" (استخدمها بكثرة مؤخرًا المرشد العام محمد بديع - المهندس خيرت الشاطر – الدكتور عصام العريان...)، ولكن هذا الفزع ليس مصدره تشويه صورتكم من قبل القوى اليسارية والليبرالية والاشتراكية، ولكن ما أخذت من خبرات على مدى التاريخ المعاصر لهذا البلد، بل إن الكثيرين من الأجيال الشابة يجهلون هذا التاريخ بتفاصيله، وعليكم أنتم أن تقدموا لنا تفسيرًا لتأكيدكم الدائم على استمراريتكم وتواصلكم مع هذا التاريخ.




No comments: